إن كنت ممن يتبعون المثالية في الحمية بمفهوم "إما كل شيء أو لاشيء" فإن الحياة الواقعية لا تتلائم مع هذا الموقف المثالي في تناول الطعام!

إن الرغبة بالمثالية يمكن أن تتعلمها من والديك أو من العيش في بيئة ثقافية مهووسة بالجمال والثراء، ولكن تذكّر كل يوم بأنك الشخص الذي تريد أن تكون وبإمكانك أن تظهر كما تريد إن عملت بجدّ قليلاً وتحكمت بنفسك أكثر، فعندما تبدأ ببرنامج لإنقاص الوزن فمن الطبيعي أن تتبع القواعد حرفياً مع ثقة تامة بأنك ستتخلص من الكيلوغرامات الزائدة، وأنت على قناعة بأن ما تقوم به هو الاختيار الصحيح حتى تصل إلى المطب المألوف كأن تفرط بتناول الطعام مع أصدقائك بعد ساعة من الضحك، وهذا يحتّم عليك أن تتوقف عما تقوم به، وإن اجبت بنعم على اغلب الاسئلة التالية فأنت ممن يتبعون المثالية في الحمية:

1. هل تبدأ عادةً ببرنامج الحمية في بداية الاسبوع؟

2. هل تستعمل الكلمتين "جيد" و "سيء" لتصف أطعمة محددة أو لتصف طريقة تناولك للطعام؟

3. هل تشعربأن عليك أن تسرّع من خطوات برنامج الحمية عن طريق تناول كمية أقل من الطعام كي تصل لهدفك بوقت أقصر؟

4. هل تتوقع أن تعاني من الجوع والحرمان؟

5. هل تتوقع أن تحرم نفسك بشكل كامل من وجباتك المفضلة؟

6. هل تشعر بالاحباط عند أول خطأ ب تناولك لطعام غير صحي؟

7. هل أنت مقتنع بأن المحاولات الماضية قد كانت فاشلة بسبب عدم القيام بالجهود اللازمة أو الحفاظ على التركيز؟

إن كانت هذه الأمور مألوفة عندك فأنت تتوقع من نفسك الفشل بشكل غير ضروري، وأما الخبر الجيد فهو أنك ستخسر وزنك بنجاح دون إتباع المثالية في الحمية ودون إتباع هذه الأمور بحذافيرها فقط اتبع هذه الحلول السبعة وسوف تجد مهرباً من الوقوع بفخ المثالية:



حسب دراسة موثّقة فإن 46% من الأشخاص يرغبون ببدأ الحمية لإنقاص وزنهم في صباح اليوم الاول من الأسبوع، وقد وجدت هذه الدراسة بأن 31% من هؤلاء الأشخاص يفقدن رغبتهم في متابعة الحمية عند مساء اليوم التالي، لذا بدء برنامج الحمية في بداية الاسبوع يجعلك تشعر بأن فرصتك الأخيرة لتناول الوجبة الاخيرة هي في نهاية الاسبوع، وستعتقد أنه بإستطاعتك تناول ما تشاء لأنها الوجبة الأخيرة، لأنني سأمتنع عن كل هذا الطعام في بداية الأسبوع وسأكون حازماً، ولكن إن كانت الخطة الجديدة غير مرضية، سيؤدي لإصابتك بالجوع وضعف الإرادة بسرعة مسبباً لك الاستسلام في اليوم التالي، يالأخص عندما يقدم لك احد الأصدقاء قطعة حلوى، فبدلاً من الانتظار حتى يوم محدد، قم بالبدأ بالإختيار الصحيح عند حلول وقت الوجبة المقبلة حتى لو كان التغيير صغيراً مثل استخدام الخردل في السندويش بدلاً من المايونيز.

كما أنه عندما يقوم الأشخاص المثاليون بخطأ صغير فإنهم يستسلمون لبقية اليوم ليعودون للبرنامج من جديد في اليوم التالي أو معاودة البرنامج في بداية الاسبوع التالي، ولكن الوجبة التالية أو تناول الطعام هي فرصة للتعويض وللبدء بتصليح ما فاتك.



تجنّب استخدام هذين الوصفين في وصف نفسك أو الطعام الذي تتناوله، فكلا الكلمتين يعني مفهوم "كل شيء أو لاشيء" ، وقم بالسماح لنفسك بتذوّق الطعام المفضّل لديك، وسؤال نفسك إن كانوا يستمتعون بذلك بقدر ما يعتقدون ذلك، علما بأن الاشخاص المثاليون في الحمية غالباً ما يشعرون بعدم الاستمتاع بنهكة الطعام السيء، ولكنهم يريدون تناوله لأنه بالنسبة لهم أمر ممنوع وكل ممنوع يعدّ مرغوب بنظر الشخص، وهذا التصرّف يعكس المقاومة ما بين إتباع القواعد الصارمة وما بين أن تعطي نفسك استراحة قصيرة بين حين وآخر، فلا بأس من هذه الاستراحة ولكن تأكد بأن الطعام الذي تتناوله يستحق ذلك.

من ناحية أخرى، لاتفكّر بالطعام على أنه جيد أو سيء بل فكّر بكيفية شعور جسمك عند تناول الطعام الصحي بدلاً من غيره من الطعام الغير صحي، تخيل بتناول وجبة خفيفة صحية مثل تفاحة مع الفول السوداني أثناء وقت العمل فسوف تعطيهم طاقة أكثر من تناول كيس من رقائق البطاطا، وسيشجعهم ذلك على اختبار كل وجبة وملاحظة الفرق بعد تناولها، ولا بأس من تناول التحلية ولكن استمتع بمقدار صغير وبالنكهة التي تحبها.



إن الشخص المثالي معتاد على إنجاز ما يريده بالتفوّق للوصول لأفضل النتائج وبأول المراتب، لذا من الطبيعي تطبيق هذه النظرية في خطة إنقاص الوزن عن طريق الحد من السعرات الحرارية اكثر مما يتطلبه البرنامج لتحقيق هدفك بزمن قياسي، ولكن الإفراط في تخفيف المقادير لن يفلح لوقت طويل، فالجوع هو العدو الأول للنوايا الطيبة وسوف يفسد الجوع عليك ما تريد تحقيقه، فبدلاً من ذلك، قم بإعادة تحديد المقادير في الوجبة كي تشعر بالشبع عند تناولك وجبة صحية تحتوي على القليل من السعرات الحرارية، وتناول الكثير من الخضراوات والقليل من اللحوم والبطاطا، وبدلاً من تناول قدر قليل من كل شيء قم بزيادة كمية الأغذية التي ستجعلك تشعر بالجوع ولن يتطلب منك أن تتناوله في وقت لاحق، كما تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين يومياً بحيث تكون المدة ما بين كل وجبة هي خمس ساعات وتقسّم الوجبتين الخفيفتين بينها عند حاجتك لها، فعندما يحاول الأشخاص أن يكونوا مثاليين في وقت تناول الوجبات، سوف يشعرون بعدم الرضا النفسي والجسدي وسينتهي بهم الأمر إلى تناول الطعام بشكل زائد عن الحد مما يعيق إنقاص وزنهم، فعليك أن تشعر بالرضا بتناول وجبة كافية والحفاظ على وجبة خفيفة تحتوي على 200 سعرة حرارية او أقل.



هل تعاني من معدة فارغة وشعور يومي بالحرمان عند إنقاص الوزن؟ إنها علامة على أن الحمية غير ناجحة إن كنت تشعر بصعوبة بمتابعتها فإن طريقة تناولك للطعام أثناء الحمية تحدد لك كيف عليك ان تتناول طعامك لبقية حياتك، لذا قم بتقدير درجة صعوبة اتباع حمية بمعيار من 1 إلى 10 حيث عليك أن تشعر بأنك بمستوى الرقم 7 الذي يتطلب جهداً ووعياً وتخطيط، ولكن ليس الرقم 9 او 10 الذي يعني بأنه ليس بإمكانك المواظبة على اتباع الحمية الغذائية حتى النهاية.



إن أفضل طريقة للتحكم بالرغبة هي بأن تعطي الاذن لسماح ذلك دون الشعور بالذنب كجزء من برنامج الحمية لإنقاص الوزن، إننا نقوم بمئات القرارات حول تناول الطعام يومياً ولانستطيع القيام بذلك بشكل مثالي، لأن عليك أن تعطي لنفسك مجالاً للراحة، ولتخفيف خطر تناول كمية زائدة عن الحد، حاول بأن تستمتع بما تتناوله مع أحد الاشخاص عوضاً من تناوله بمفردك، فإن كنت ترغب بتناول البيتزا وتعلم بأنه من الصعب التوقف عند تناول قطعة واحدة قم بدعوة أحد الاصدقاء ليشاركك بتناول البيتزا، ولابد أن تستمتع بتناول الطعام كجزء من برنامج الحمية إن كان ذلك بإعتدال، إذ تناول قطعة واحدة من البيتزا مع طبق كبير من السلطة ذلك أفضل من تجنّب تناول البيتزا كلياً، فإن كنت تحب نوعاً محدداً من الطعام، فلن يضرّك تناوله بمقدار تتحكم به، لأن ذلك سيجعلك تلتزم بخطتك بشكل أفضل في اليوم التالي.



لقد تناولت كمية زائدة عن الحد في المطعم في الليلة الفائتة، ولكنك الآن تشعر بالإنتفاخ والذنب وجاهز للاستسلام لتناول الآيس كريم، ولكن ابتعد عن الثلاجة، وقم بإدراك ما يحصل معك بأن خطأك سيزداد سوءاً عند الاستسلام وما تستطيع فعله في المستقبل هو ضمان عدم إعادة هذا الخطأ مجدداً.


7. إنسى الماضي
من السهل أن تشعر بالذنب والعار حول عدم نجاحك بالوصول إلى الوزن المثالي، ولكن اتخذ متسعاً من الوقت كي تعرف أسباب الفشل قبل أن تنخرط بحمية جديدة، فمعظم الاشخاص الذين يتبعون الحمية يلومون أنفسهم لإكتساب الوزن عند تناول أطعمة محددة، ولكن إن قاموا بالتفكير عن كيفية تناولهم لهذه الاطعمة ،فسوف يدركون بأن أغلب الوجبات الرئيسية والخفيفة التي تناولوها أثناء شعورهم بالذنب ، تناولولها بسرعة أو بطريقة عشوائية دون تفكير وأيضا عند شعورهم بالتوتر أو التعب أو القلق أو الوحدة أو الملل، وكنقطة بداية لأي شخص يتبع المثالية في الحمية عليه التركيز على تناول الوجبات الرئيسية والخفيفة، والحرص على الجلوس إلى طاولة الطعام، والاستمتاع بالطعام دون أي تشتيت للذهن كمشاهدة التلفاز أو قراءة الجريدة أو قراءة البريد الالكتروني، فإن ذلك سيسهم بتذوّق الطعام جيداً وتحديد مستوى الجوع والشبع كي تستطيع التوقف عند شعورك بالرضا، وإن وجدت نفسك تفكّر بمفهوم "كل شيء أو لاشيء" خذ نفساً عميقاً وأعد هذه الجملة: "إن الحل الأمثل للصحة الجسدية والعقلية هي عملية مرحلية وليست مثالية".

Post a Comment

أحدث أقدم